ماهي الحرية ؟ ولماذا أعطانا الله الحرية ؟ ويعلم إننا خطائين

 

مفهوم الحرية



خلق الانسان حرا لا تحده قيود 

وميزه الله بالحرية عن باقى جميع مخلوقاته . فأصبح حرا يتجول كيفما يشاء ومتي أراد 

ولكن الحرية غير المنضبطة هى مدمرة للإنسان 

فهيا بنا نفهم الحرية وكل وجوانبها وأنواع الحرية ومسمياتها

المفهوم العام للحرية 

هى قدرة الفرد على اتخاذ القرار دون تقييد

مفهوم الحريّة قانونيّاً

الحرية بمعناها القانوني هي: استطاعة الأشخاص على ممارسة أنشطتهم دون إكراه، ولكن بشرط الخضوع للقوانين المنظّمة للمجتمع.

الحرية بحسابات دينية .

يقابل الحرية حسابٌ ومسئولية ( الحرية مسئولية )

فالإنسان أو الكائن  غير الحر،لا يحاسب على أفعاله. أما مع الحرية،

فيوجد حساب على كل ما يفعله الإنسان خيرا أو شرا.

فينال المكافأة على أعماله الخيرة.

كما توقع عليه العقوبة في أعماله الخاطئة أو الشريرة.

آدم وحواء كانا حرين. وأمامهما وصية الله. يمكن أن يطيعاها أو يخالفاها. وقد خالفا الوصية.

وأوقع الله على كل منهما عقوبة مسببة .

والعقوبة على الخطأ الذي يفعله الإنسان بحريته، هى عقوبة مزدوجة: على الأرض وفي الحياة الآخرة.

وقد ينجو الإنسان من العقوبة على الأرض.

ولكن تبقى العقوبة في العالم الآخر قائمة،لا تمحى إلا بالتوبة 

كما أن الخير الذي يفعله الإنسان بحرية إرادته، له مكافأة مزدوجة أيضًا.

وإن لم ينل الإنسان مكافأة على الأرض، فأجره محفوظ في الحياة الآخرة 

الحرية الإجتماعية

* ليس من حقك إطلاقًا أن تنال حرية مطلقة   

( أنت حر فيما لا تضر ) (الحرية الاجتماعية)

  • فأنت حر في كل ما تفعله، بحيث أنك لا تعتدي على حقوق أو حريات الآخرين. وبحيث أنك لا تكسر وصايا الله وتخالف شرائعه، ولا تخالف القانون والنظام العام الذي جعل من أجل سلامة وراحة الآخرين..

  • فليس من حقك مثلا أن تركب سيارة وتخالف قواعد المرور، وتقول: أنا حر، أسير حيثما أشاء!! وليس من حقك أن ترفع صوتك في ضوضاء تزعج بها الآخرين، وتقول: أنا حر أرفع صوتي كما أشاء!! 

  • وليس من حقك أن تأخذ معك ورقة تغش بها في الامتحان، وتقول أنا حر، استعمل ما أشاء من أوراق!!

  • كذلك كما تستخدم حريتك، بحيث لا تضر الآخرين ولا تخالف النظام العام فأنت أيضا من حقك أن تستخدم حريتك، بحيث لا تضر نفسك

  • لأن نفسك ليست ملكا لك. إنها ملك لله الذي خلقها ، وملك أيضا للمجتمع الذي رعاك ورباك وله عليك حقوق يجب أن تؤديها.

  • ولذلك فقتل الإنسان لنفسه بالانتحار، جريمة يعاقب عليها الله. ولا يوافق عليها القانون. ونفس الوضع ينطبق على من يضر نفسه عن طريق التدخين أو المخدرات. فليس من حقه أن يقول أنا حر، أدخن كما أشاء، وأتعاطى المخدرات كما أشاء!! لأنه ليس من حقه أن يهلك نفسه. وليس من حقه أن يحرم المجتمع من وجوده مؤديا واجبه نحو المجتمع.

* الضوابط التي توضع على الحرية، هي لفائدتك وليس لتقييدك

ومن فائدتها أنها تمنعك عن الإضرار بنفسك، ومن الإضرار بغيرك، ومن الإضرار بالمجتمع، ومن مخالفة وصايا وشرائع الله..    مثال (النهر له شاطئان، لا يقيدان مجراه، وإنما يحفظانه.)

وإذا لم تكن للنهر شواطئ، فإنه سينسكب ويفيض على الجانبين، ويغرق الأرض، ويحولها إلى مستنقعات  أترى يستطيع أي نهر أن يحتج على وجود شاطئين له، ويقول إنهما يقيدان حريتي؟!

كذلك أنت: الشاطئان بالنسبة إليك، هما وصايا الله، وقوانين أو تقاليد المجتمع. أو الشاطئان هما الدين والتربية. وكلاهما لفائدتك. فالطفل الذي يرفض التربية، ويحسبها تقييدا لحريته، والشاب الذي يرفض نصيحة أبويه أو معلميه أو مرشديه، ويرى ذلك تقييدا لحريته، لابد أنه سيفسد، ويفقد الطريق السليم السوي، ويضل..

فهو  الضلال هو اسم آخر للحرية، أو نتيجة لها؟!

* الحرية الحقيقية هي أن يتحرَّر الإنسان من الأخطاء

فيتحرر من الخطايا والسقطات، ويتحرر من العادات الرديئة.

يتحرر من كل المشاعر الرديئة، ويتحرر عقله من الأفكار المنحرفة ومن كل خطأ فكرى..

يتحرر أيضا من الخضوع للشيطان وكل أعوانه.  ويتحرر من كل قيادة تفرض سلطانها على إرادته،لتقوده حسب هواها في مسيرة منحرفة.   هذه هي الحرية،

الحرية السياسية 

هي حرية قائمة على قوة العقل والإدراك والمنطق وغير متأثرة بعوامل مصيرية .. تحددها البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد والجماعات ، فالعقل والمنطق والبصيرة كما يرى الفلاسفة ومنضروا السياسة والاجتماع هو القاعدة الأخلاقية والإنسانية التي تنطلق منها .. بمعنى انها مقيدة بقوانين المجتمع

حدود الحرية السياسية

لا تكون عادة الحرية السياسية التي يتمتع بها الإفراد والمؤسسات والمجتمعات مطلقة .

وبدون حدود فإذا كانت مطلقة وغير محددة فإنها غالبا ما تتحول إلى ظلم وجور 

وتعسف اجتماعي، غير أنها تطلق عنان حرية فرد أو جماعة أو مجتمع معين وتقيد حرية فرد أخر أو جماعة أخرى أو مجتمع أخر .

لذا فالحرية تتحول إلى ظلم واستبداد إذا لم تتقيد حدودها.

عندما يمنح المجتمع الحرية لمجموعة من افراده كحرية العمل او حرية الاجتماع او حرية المعتقد الديني فان هذا يعني بان هذه الحريات .تكون عادة مقيدة بحدود المصلحة العامة ، وإذا تجاوزت المصلحة العامة فإنها قد تتحول إلى ظلم وإرهاب واستبداد يدفع المجتمع ثمنه غاليا

فحرية العمل  الممنوحة للجماعة مثلا قد تجيزها بممارسة أعمال تتناسب مع ظروفها ومعطياتها ومؤهلاتها الجسمية والعقلية والأكاديمية ولا تجيزها بممارسة أعمال خارج نطاق قدرات أفرادها ومؤهلاتهم وما يسمح لهم المجتمع من إعمال محددة ومعروفة ، فإذا مارسوا أعمالا غير الأعمال التي تحددها لهم قدراتهم ومؤهلاتهم فإن هذا لابد أن يترك آثاره السلبية وشروره على المجتمع. لذا فالمطلوب من هذه الجماعة الالتزام بالإعمال التي تتناسب مع مؤهلاتهم وقابلياتهم وإن لا تتجاوز حدودها لان التجاوز يعمل على تحويل حرية العمل إلى فوضى وتعسف وظلم لا حدود له.

والشيء نفسه ينطبق على حرية الأجتماع والتفكير والمعتقد السياسي  فالفرد يمنح حرية الاجتماع مع الأصدقاء والأقارب الذين يعمل معهم والاجتماع يكون بحدود الصداقة والقرابة ومتطلبات العمل ولا يكون حول القيام بأعمال تخريبية وهدامة ومضرة للآخرين. 

وحرية التفكير والمعتقد السياسي تكون مقيدة بما يفكر به المرء من قضايا تخدم شؤون الأمة وأهدافها وتحرص على سيادتها واستقلالها ونموها وتقدمها ، وأنها يجب أن لا تتجاوز حدودها بالتفكير حول كيفية التآمر على الأمة وخيانتها والإيقاع بها وسلب حقوقها. أما المعتقد السياسي فينبغي أن يتمحور حول رفع مكانة الأمة والأخذ بيدها إلى طريق الكرامة والمجد والسؤدد، وأن لا يكون حول خيانة الأمة والتعرض إلى أهدافها القريبة والبعيدة والتآمر عليها من أجل إسقاطها وتمكين الأعداء والأشرار والحاقدين منها.

لذا فالحرية السياسية لا تكون بدون حدود معروفة ومرسومة، وإذا ما تجاوزت حدودها فإنها تتحول إلى كبت وخنق لأجواء الحرية والتحرر والانطلاق نحو الميادين الرحبة للهدوء والاستقرار والسلام

الأساس الأخلاقي والإنساني للحرية السياسية

تستند الحرية السياسية عادة على أساس أو قاعدة أخلاقية وإنسانية واضحة ومعروفة ، والأساس أو القاعدة الإنسانية والأخلاقية التي تعتمد عليها الحرية تتجسد فيما يلي :

  • 1-   الإنسان بطبيعته يحب الحرية ويريد التمتع بها لأنه منذ البداية خلق حرا طليقا يريد التصرف بملء إرادته الحرة ويكره الضغوط والتجاوزات التي تحد من حجم ومساحة حريته
  • 2-   الحرية السياسية التي يريدها الإنسان لنفسه تتأتى من عقله الراجح ومن طبيعة تفكيره العلمي والعقلاني ، ولما كانت كذلك فهي لا تنسجم مع الانفعالية واللاعقلانية والذاتية وضيق الأفق
  • 3-   الحرية السياسية تجد قاعدتها الصلبة في المناخ الديمقراطي الذي يجيز للفرد حق اختيار الخيارات المتعددة التي تنسجم مع تفكيره وأحاسيسه ومصالحه وأهدافه القريبة والبعيدة.
  • 4-   للحرية السياسية واسطة عقلية وغاية عقلية تجعلها قيمة مثالية ، وعند التمسك بها والاهتداء بمفرداتها وصيغها الأخلاقية والدينية فإنها تجعل سلوك الفرد سلوكا ملتزما من شأنه أن يطور شخصية الفرد ويفجر طاقاته المبدعة والخلاقة.

 

فلماذا أعطانا الله الحرية ؟ وبعلمه السابق يعلم إننا سوف نخطىء؟

سؤال للنقاش؟؟؟؟؟؟


 

 



أحدث أقدم