مغول الهند المسلمين . وأهم أباطرة المغول


من أين جاءت الإمبراطورية المغولية. ومن أين جاءت سمعتهما. و أهم الأباطرة المغول ؟

المغول هم نفسهم المنغوليون نوعًا ما. كان المغول مسلمين أنشأوا إمبراطورية في
الهند 
ظلت تحكم الهند  حوالي 200 عام بين بداية القرنين الـ16 والـ18. مع أن نهاية الإمبراطورية المغولية الفعلية
كانت

زاهر الدين محمد أو (ظهير الدين بابار)

حيث كان بابار من نسل تيمور، آخر محتل منغولي عظيم في وسط آسيا، وأيضًا جنكيز خان، وهذا يفسر سبب تسمية بابور وأتباعه بالمغول بعد الثورة الهندية على إنجلترا عام 1857. لم يكن المغول أول المسلمين في الهند، فقد كان أولهم التجار ولم يكونوا حتى أول مسلمين يحكمون أجزاء كبيرة من الهند،وإنما ذلك يعود لسلطنة دلهي التي قامت عام 1206 في شمال الهند. لكن سلطنة الهند لم تستمر طويلا فقد أبدلتها مجموعة من الممالك الإقليمية وإحداها، سلطنة لودي،  وقعت في يد منشئ السلالة المغولية “بابور”
عام 1526.

المغول

هي كلمة عربية فارسية والتي تعني المنغوليين.وهم ترجع أصولهم إلى شمال شرق إسيا ولهم عادات وتقاليد بدوية

أهمية وثقافة المغول

الإمبراطورية المغولية بالغة الأهمية في التاريخ الثقافي للهند. فقد بُني مثلًا تاج محل أثناء حكمها، وفي الهندسة المعمارية والرسم، نرى مزيجًا بين الأسلوبين الهندي والفارسي يظهر مدى استيعاب الإمبراطورية للحضارات المختلفة.

لكن، لعل أهم ما في المغول، على الأقل من وجهة نظر العالم المعاصر، هو أنهم رسخوا الحكم الإسلامي في جزء كبير من الهند وهم أحد أهم أسباب وجود مسلمين هنود كثريين.

كما أن المغول مثال شديد الإثارة للاهتمام على بناء إمبراطورية والمحافظة عليها. 

  على نفس الجانب  

كان المسلمون أقلية من الطبقة الحاكمة يفوقهم العدد الهائل للهندوس وكغيرهم من
الإمبراطوريات، 
 فقد اعتمدوا على القوة
العسكرية وسياسات التوسع.
ومثل معظم
القادة المغول، 
قضى “أكبر” و”أور كنزيب” خصوصًا وقتًا كبيرا في محاولة نشر سيطرة المغول في جميع أنحاء
شبه القارة الهندية.
وقد بنوا
إمبراطورية عظمى. استطاعوا
إدخال الأمراء
الهنود في الطبقة الحاكمة 
فيما بقيت أعلى المراتب للمسلمين.

 كما أعادوا تنظيم البيروقراطية ووضعوا نظام جمع للضرائب فعالًا، وكان ذلك مهمًا لأن إمبراطوريتهم كانت،
كغيرها
من
الإمبراطوريات، إدارتها مكلفة بالطبع.

معنى ذلك أنه كان يجب تقدير الضرائب بدقة،
وكان
يجمعها القادة
المحليون المسمون الزاميندار.
كانت الضرائب تُدفع نقدًا، ما ساهم في نمو التسويق التجاري في الإمبراطورية المغولية. كان الاعتماد على الزاميندار.


الزميندار

وهم رجال ذو مكانة في مجتمعاتهم لهم الفضل في جمع الإمبراطورية المال دون التشويش على حياة القرى المحلية. ومع أن معظم موارد الدولة كانت قائمة على
ضرائب الزراعة، إلا أن التجارة كان عليها 
 ضرائب أيضًا. 

أوجه الشبه بين الإمبراطورية المغولية والإمبراطوريات الأخرى 

هو انخراط حكامها في مشاريع البناء التي عززت من هيبتهم. ولم يكن المغول استثناء. ولأنهم مسلمون، كانت معظم مشاريعهم مساجد، لكن المغول بنوا أيضًا حصونًا وأضرحة مثيرة للإعجاب. 

” تركز معظم دروس التاريخ عن المغول على
المقارنة 
بين أكبر وأوركنزيب، حيث أكبر هو القائد
الجيد 
وأوركنزيب القائد الذي أفسد الإمبراطورية.”

                       

الإمبراطور أكبر

إن نظرة المؤرخين الإيجابية لأكبر الذي حكم من عام 1556 وحتى 1605 يمكن إختصارها من كتاب مهم جدا وهو

“الهند قبل أوروبا” لآشير
وتالبوت

أهم ما قام به الإمبراطور أكبر

  • إصلاحاته الإدارية والضريبية
  • وضع أكبر قاعدة متينة صلبة للحكومة
    المغولية
  • موقفه المتسامح وسياساته الشاملة للهندوس والجينيين فقد جعلت دولته أكثر  هندية في سماتها.” إن التسامح المذكور شديد الأهمية.
  • أزال أكبر ضريبة وهي الجزية التي كان يدفعها غير المسلمين
  • أعطى جميع غير المسلمين حقوق المسلمين نفسها واضعًا بذلك سياسة “صلح
    الكل”
    والتي تعني
    التسامح مع جميع البشر،
    وكان ذلك في عام 1580م

إن دعم أكبر للفكر :من الأشياء التي يحبها
المؤرخون الحديثون، 
لذا، فليس غريبًا أن يُذكر بينهم بالخير.

ومن أسباب وضع هذه السياسة تقليل سطوة علماء الدين المسلمين، الذين ربما انزعجوا من مزج أكبر بين الأفكار الهندية والإسلامية للملكية وخصوصًا من فكرة أنه كان نوعًا من إله. هذه فكرة إشكالية قليلًا للكثير من علماء المسلمين خصوصًا وأن أساس الدين الإسلامي هو عبارة “لا إله إلا الله”، لكن هذا ما
حدث.
بالإضافة لصلح الكل، بنى أكبر سمعة التسامح بدعم النقاشات الدينية والفلسفية. حتى أنه 
أمر ببناء مبنى للنقاشات الدينية
اسمه “عبادة خانة”، يجتمع فيه المسلمون والبراهمة والجانيون والزرادشتيون والمسيحيون لنقاش اللاهوت.

إليكم أيضًا جانبًا آخر من حكم أكبر 

يُنظر إليه على أنه حديث ومستنير. بسبب اهتمامه بالعلم، رتب أكبر لتجربة. “أمر بنقل الرُضع لمنزل خاص لا يجوز أن يكلمهم أحد فيه كي تنكشف له لغة البشر الطبيعية. فشلت التجربة، لكنها تعكس رغبته  في اكتشاف الطبيعة الإنسانية بطريقة علمية. واختبار ما رآه حالتهم الطبيعية.” قد تنظرون لذلك على أنه رغبة القائد في فهم الصلات المشتركة بين جميع البشر بغض النظر عن خلفيتهم الدينية، أو قد ترونه إساءة فظيعة للأطفال.

الإمبراطور أوركنزيب

أما حفيد أكبر، أوركنزيب، الذي حكم بين 1658 و1707، فحظه أقل بكثير لدى المؤرخين. يعود سبب ذلك جزئيًا للمؤرخ “جي إن
ساكار
الذي روج
لفكرة أن أوركنزيب 
بنى دولة إسلامية اضطهدت الهندوس وغير المسلمين، ما أدى لانحسار الوحدة في شبه القارة
الهندية،
وفي النهاية
انهيار الإمبراطورية. 

صحيح أنه مع موت أوركنزيب عام 1707، كان المغول قد فقدوا السيطرة على
إمبراطوريتهم. 
وحلت صدمة واقع انهيارها عام 1757 عندما وضعت شركة الهند الشرقية البريطانية قدمها بشكل دائم في البنغال وبدأت جهودها الحثيثة لاستيطان كامل الهند. لكن ذلك كان بعد 50 سنة من موت أوركنزيب، إذن ربما لا تقع المسؤولية كلها عليه.

في الواقع،  إن مدى استحقاق هذين الحاكمين لسمعتهما يعتمد كليًا على جوانب حكمهما التي ننظر إليها وكيفية تفسيرنا لها. كمحتلين، كان أكبر وأوركنزيب تجمعهما قواسم مشتركة كثيرة. أكبر دعم فعلًا النقاشات ذات المستوى العقلي الرفيع، لكنه كان مستعدًا لاستخدام العنف الشديد كي لا تعصيه رعيته.
فمثلًا، هو ذبح آلافًا من سكان حصن شيتور
وأمر ألويته بجمع جماجم الأمراء الهنود لإخافتهم وجعلهم يستسلمون.
هذا ليس تسامحًا


  • أوركنزيب كان مسلمًا ورعًا
  • حاول إدخال المبادئ الإسلامي في الحكم
    المغولي
  • لكن تبني المعتقدات التقليدية والتخلي عن تسامح أكبر بدأ قبله بكثير بسابقه في الحكم شاه جاهان، الذي يُعرف ببنائه تاج محل. صيانة تاج محل كلفت الحكومة إيرادات 30 قرية، ولعل تمسك أوركنزيب بالعقيدة أقل أهمية من رغبته بأن يظهر بمظهر القائد الرصين
    المقتصد.
     
  • أتهم بتدمير المعابد عام 1669، مع أنه لم يصبها سوى ضرر كان الهدف منه توجيه رسالة سياسية للخصوم، لا إظهارًا للتعصب الديني.
  • حاول تقليل نفقات القصر بمنع استخدام الذهب في حلي الرجال.
  • أوقف تقليد قياس وزنه بالذهب في عيد
    ميلاده.
  • طرد موسيقي وشعراء البلاط، بخلاف أكبر الذي يُعتبر راعي الفنون، يُذكر عن أوركنزيب لكنه طردهم بسبب
    الضيق المالي.
    وأيضًا بسبب
    تفسيره للشريعة الإسلامية. 
    وهذه النقطة تثيرالإهتمام، فإن من يريدون أخذ فكرة سيئة عنه قد يرون تفسير أوركنزيب للإسلام طاردًا للموسيقيين والشعراء، لكن يجوز أيضًا أن يكون قراره ذاك نابعًا من حرصه على المال. 

جانبا أخر من حياة أوركنزيب

استخدام لوصفه بالمتشدد.أوركنزيب،بخلاف
سابقيه،
 

دُفن في قبر
بسيط في الخارج، 
وليس في ضريح مفصَل غالي الثمن. 

قد يُعتبر ذلك رمزًا للإيمان، أو علامة على الزهد، أو محاولة من قائد رصين لتخفيف تكاليف صيانة ضريح على شعبه. مع ذلك، فإن تاج محل در الكثير من المال بفضل السياحة، ولا أظن أن أحدًا دفع مالًا لزيارة قبر
أوركنزيب. 
لكن الفكرة أن أوركنزيب كان عليه إدخار المال.
 
نبالغ في تبسيطنا للأمور إن قلنا إن أيام
مجد
إمبراطورية
المغول كانت في تسامحها
أما انهيارها
فأتى من عدم تسامحها.  
فهناك عوامل كثيرة أدت لانهيار
الإمبراطورية،
منها 

إن أردنا اعتباره حاكمًا سيئًا، فليكن ذلك بسبب إضاعته ثروات ووقتًا كبيرًا في محاربة المتمردين جنوب إمبراطوريته، ومن ثم إهماله للشمال، حيث كانت الاضطرابات تتنامى أيضًا.

📌 الشقاق
المتزايد في البلاط المغولي


📌 ظهور القوى
الإقليمية


📌 انهيار نظام
حكم النبلاء المحليين

يطيب للمؤرخين
أن يدعوا أن هذا وذاك حدث
ويدعموا
ادعاءاتهم بالأدلة التي تقدم غالبًا 
تفاصيل تجعل دراسة وقراءة التاريخ ممتعة. 
إن التفاصيل تقدم أحيانًا تفسيرًا واحدًا، لكنها في حالات كثيرة تأخذنا لاستنتاجات متعددة. وإن حكم أكبر وأوركنزيب مثال مهم على الحذر في التفاصيل التاريخية. يحتمل أن أوركنزيب كان قائدًا سيئًا
إذ حاول فرض المنهج الإسلامي على شعب أغلبيته هندوس، ولا شك أن هندوس كثر اعتبروه سيئًا، خصوصًا بعد إعادته لفرض الجزية.
كما أنه حاول فعلًا جعل الشريعة الإسلامية أساس حكم الإمبراطورية. لكن يُحتمل أيضًا أن تكون سمعة أوركنزيب
السيئة
متأتية من
تفضيل المعاصرين
للتسامح على
التدين في القادة،
أو من إحساس عام بأن الدول أفضل حالًا إن كانت قوانينها علمانية بدلًا من دينية. أو من صعوبة حكم إمبراطورية تتداعى. وهذه حقيقة،
 
إن تجاربنا وتحيزنا يجعلنا نميل لرؤية طرد موسيقيي وشعراء البلاط يدل على التعصب الديني بدلًا من الحرص
المالي.
وربما أكبر،
الذي كان بوحشيته
كأي محتل
عسكري آخر من الأباطرة،
ينال استحسان المؤرخين لأنه نادى بالتسامح الديني، لكن تسامحه الديني لم يكن السبب الوحيد ولا الرئيسي حتى في انتصاره في معظم معاركة، وإن التمردات الكثيرة على حكمه تشير إلى أن شعبيته لدى رعيته كانت أقل من شعبيته اليوم لدى مؤرخينا.

فى النهاية

تأثير نظرتنا للماضي على الحاضر والعكس هي دعواي لتوخي الحذر الشديد في نظرتنا
للمغول، 
لأنهم حتى اليوم لا زالوا يؤثرون في نظرة الهنود لأنفسهم. إن أحد جذور القومية الهندية المعاصرة هي الفخر بتحرر الهند من أغلال الإمبريالية،


وبالنسبة لكثير من القوميين الهنود، فإن تاريخ الإمبريالية لم يبدأ
بالبريطانيين، 
بل بالمغول.
إننا نستخدم التاريخ لنعرّف أنفسنا في
الحاضر. 
وأحد أكثر وسائل ذلك شيوعًا هي في ذم من نعتبر أنفسنا لسنا منهم. لكن عندما ننظر للشخصيات التاريخية، علينا أن نعي أننا نحن من ننظر إليهم.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *